لا حداد بعد اليوم على الغائبين الحاضرين
أربعة وعشرون عامًا أروض في ذاكرتي مجلدًا لسلمى وآخر لنفسي والأخير لجسدي.
أعلو، أسقط وأنهض من الفراش
أقول لنفسي بأنها ما زالت سلمى،
الجميلة كما هي، في الذاكرة وفي كلّ كلمات المرور التي من خلالها أدخل إلى مفكرتي.
بين سلمى وعمري طفلة اسميتها يارا
جميلة، يسكن عيونها الفرح الغائب
تقطن بجانب غرفتها، بيوت
لا تغريها الشبابيك الجميلة
وحده المنظر المطل على حيفا يحتلها كل يوم من جديد.
تحمد الله أنها ما زالت تحظى برؤيته حتى لو كان بعيدا، فما عادت المسافات تهمها
ما عاد الشريط الزهري للهدايا المغلقة مثيرًا بالنسبة إليها
تزاحمت الألوان بمنشر غسيلها
ففرحت لأنها خلعت الأسود
لا حداد بعد اليوم على الغائبين الحاضرين
الحداد كل الحداد على الحاضرين الغائبين
أولئك الذين زرعوا في قلوبنا المحبة وفي عروقنا شجرة سنديان.